الجمعة، 4 يناير 2013


الطريقة المثلى للبحث العلمي
(مقال للعالم على مشرفة )
( مقتطفات من حديث صحفى للعالم الدكتور/ على مصطفى مشرفة فى مارس 1931)

الطريقة المثلى للبحث العلمى هى التى تؤدى إلى نتيجة، و العلوم النظرية هى موضوع بحثى و تتوقف على الاطلاع، على أن العلوم التجريبية تحتاج إلى أجهزة، و قد عُرف البحث فى العلوم التجريبية بأنه ” تصليح مستمر للجهاز! “.

و أول خطوة واجبة على الباحث هى الاطلاع على كل ما نشر فى الموضوع الذى يريد البحث فيه، و لذا كان من الشاق بل يكاد يكون من المستحيل على المبتدئ فى البحث العلمى أن يعمل بدون إرشاد من أستاذ ملم بتفاصيل و مدى ما نَشر.

الخطوة الثانية: هى أن تجد مسألة تصلح لأن تكون موضوع بحث.

الخطوة الثالثة: هى أن نحل هذه المسألة، و هنا تظهر الميزات الشخصية للباحث و مقدرته على الإبتكار و على الأخص تظهر مقدرته على تلقى الإلهام.

فأنا أعتقد أن الباحث العلمى كالشاعر أو كالمؤلف الموسيقى كثيرًا ما يلهم نتائج أبحاثه، و السيكولوجيون يفسرون الإلهام بهداية العقل الباطن و ما إلى ذلك، و لكن انا أفضل أن أسميه الإلهام.

هناك خطوة رابعة لها أهميتها و هى أن تصوغ نتائج بحثك بحيث تصير قابلة للنشر و هذا مجهود أدبى أكثر منه علمى.

فكثير ما يحدث أن ترسل نتائج بحث للناشر، فتُرفض ثم تُصاغ نفس النتائج فى صيغة أخر فتُقبل، و ربما كانت هذه الصياغة من أصعب الأمور على المبتدئ فهى تتطلب خبرة بنوع الصيغ التى تعوَد أصحاب المجلات و أعضاء الجمعيات اعتبارها مقبولة شكلا، و هذا لا يتأتى إلا بالخبرة.

الطريقة العلمية فى البحث لها أهميتها فى الحياة اليومية، فهى رمز إلى إتساع الصدر لكل رأى، و محاولة الوصول إلى الحقيقة فى ذاتها، و عدم التقيد بالمعتقدات القديمة لقدمها، و لا التعلق بالآراء الحديثة لجدتها. فالتفكير البشرى كالفرد البشرى حى و قابل للتطور، و البحث العلمى هو من أقوى و أقوم سبل التطور.